لم تجد الأحزاب الإسلامية من سبيل لخوض غمار التشريعيات بقوة في الجزائر العاصمة ، سوى اختيار أسماء ثقيلة في محاولة منها لحصد أكبر عدد من أصوات الناخبين ، و هذا سعيا منها لاستنساخ تجربة » تكتل الجزائر الخضراء » ، الذي تمكن من حصد 13 مقعدا خلال الإقتراع النيابي الفارط .
و اختار » الإتحاد من أجل النهضة و العدالة و البناء » النائب المعروف » حسن عريبي » المنتمي ل » جبهة العدالة و التنمية » كرأس لقائمته بالجزائر العاصمة ، و الذي سبق له و أن ترشح لأربع مرات في ولايته الأصلية سوق أهراس ، و اعتبر المتابعون هذه الخطوة محاولة من التكتل الإسلامي الجديد ، لإبراز قدرته على منافسة أحزاب الموالاة في » معركة الجزائر » ، من خلال الرهان على أسماء لها تجربة طويلة في ممارسة العمل النيابي .
كما لم تجد » حركة مجتمع السلم » برئاسة الدكتور » عبد الرزاق مقري » ، التي أعلنت الوحدة مع » جبهة التغيير » ، من خيار سوى الدفع بوزير الصناعة الأسبق الدكتور » عبد المجيد مناصرة » لقيادة قاطرة الحركة في التشريعيات القادمة ، و هذا بعد مخاض عسير تخللته محاولات عديدة من قبل القواعد النضالية للحركة في العاصمة ، من أجل تبني خيار آخر يتمثل في ترشيح مدير المكتبة الوطنية » ياسر عرفات قانة » ، الذي يقال أنه على علاقة وطيدة بجهات نافذة في السلطة ، و هو ما يعد في نظر الكثيرين من أبناء الحركة مخالفا لتوجهها الجديد ، بعد تخندقها في صف المعارضة .
و بعد انقشاع سحابة الترشيحات داخل أحزاب التيار الإسلامي ، وجد كل » حسن عريبي » و » عبد المجيد مناصرة » نفسيهما وجها لوجه في معركة انتخابية ، لن تكون » نزهة » لكلا الطرفين ، بالنظر لتاريخهما النضالي داخل الحركة الإسلامية ، ما يجعل استمالة أصوات الإسلاميين بالعاصمة لصالح أحد المترشحين ، ليس من السهولة بمكان .
و دون شك سيلجأ كلا المترشحين إلى تبني » خطاب انتخابي » يدغدغ عواطف الإسلاميين ، و على وجه أخص النائب » حسن عريبي » المعروف بقربه من جماعة الفيس المحظور ، هو الذي وجه قبل أيام انتقادات نارية لأحمد أويحي رئيس الديوان برئاسة الجمهورية ، على خلفية التعليمة التي أصدرها ، و منع بموجبها تحركات الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة خارج العاصمة .
و في اتجاه معاكس سيراهن الدكتور » عبد المجيد مناصرة » متصدر قائمة » حمس » في العاصمة ، على تجربة إطارات الحركة في مثل هذه المناسبات الإنتخابية ، و المعروف عنهم انضباطهم الشديد ، و قدرتهم الكبيرة على تسيير الحملات الدعائية للمرشحي الحركة .