الإيديولوجيا تسقط على أسوار التشريعيات - DIA
17970
post-template-default,single,single-post,postid-17970,single-format-standard,qode-listing-1.0.1,qode-news-1.0,ajax_fade,page_not_loaded,,qode_grid_1400,footer_responsive_adv,hide_top_bar_on_mobile_header,qode-content-sidebar-responsive,transparent_content,qode-theme-ver-12.0.1,qode-theme-bridge,bridge,wpb-js-composer js-comp-ver-4.12.1,vc_responsive

الإيديولوجيا تسقط على أسوار التشريعيات

 ما إن ظهرت صور المترشحين لموعد الرابع من مايو القادم ، حتى حملت معها بعض المفارقات ، الغير مألوفة في المشهد السياسي الجزائري ، بل أن تلك المتناقضات خلقت سلوكا جديدا في الممارسة السياسية ، أزاح المعيار الإيديولوجي جانبا ، و فتح الباب واسعا أمام حسابات الربح و الخسارة ، في معركة الوصول إلى قبة البرلمان .

و كانت الأحزاب الديمقراطية التي توصف من قبل خصومها الإسلاميين ب  » العلمانية  » ، أكثر التشكيلات السياسية التي كرست هذا التوجه الجديد ، في عملية إنتقاء مرشيحها للإنتخابات النيابية ، إذ أنها تخلت عن المقياس الإيديولوجي بشكل ملحوظ ، وهو ما فجر كما هائلا من التعليقات على مواقع التواصل الإجتماعي ، حول ترشيح هذه الأحزاب و خاصة الأرسيدي لعدد معتبر من النساء المحجبات ، وهو المعروف بدفاعه الشرس عن حرية المرأة ، و الدعوة إلى تحقيق المساواة بينها و بين الرجل ، نفس الأمر لوحظ على قوائم الحركة الشعبية الجزائرية برئاسة الدكتور / عمارة بن يونس ، لكن تلك التعليقات ذهبت في مجملها إلى القول بأن صنيع هذه الأحزاب  » اللائكية  » ، يدحض إدعاءات الإسلاميين حول معاداتها للإسلام .

هذه المفارقات لم تتوقف عند حد الترشيحات ، بل ظهرت أيضا مع بداية الحملة الإنتخابية  ، إذ لم يعد أمرا غريبا أن تجد أشخاص معروفين بميولاتهم الإسلامية ، يشاركون في الحملات الدعائية لأحزاب علمانية ، و هو ما أظهره مثلا فيديو متداول على مواقع التواصل الإجتماعي ، لرجل بلحية كثيفة تعبر عن توجهاته السلفية ، يدعو للتصويت لصالح قائمة  » الحركة الشعبية الجزائرية  » بالجزائر العاصمة ، الذي قال زعيمه عمارة بن يونس يوما  » لقد انتهى زمن قال الله قال الرسول  » .

و حتى الإسلاميين الذين كانوا يدعون إلى تأسيس  » الدولة الإسلامية  » أو بناء  » المجتمع الإسلامي  » ، حاولوا خلال هذه المناسبة الانتخابية ، البروز بوجه منفتح على كافة شرائح المجتمع ، و بخطاب يختلف عن ذلك المعهود عنهم في تسعينيات القرن الماضي ، بل أنهم أصبحوا يستلهمون بشكل واضح من مسار  » حركة النهضة  » التونسية ، التي أعلنت في مؤتمرها الأخير الفصل بين العمل الدعوي و السياسي .

و قد تجلى هذا المنحى في  » المراجعات  » التي قام بها عدد من أنصار التيار الإسلامي ، الذين سجلوا حضورهم على الساحة السياسية في ثوب جديد ، غير معطر برائحة الإيديولوجية ، و لعل أبرز من سلك هذا المسار عمار غول زعيم حزب  » تجمع أمل الجزائر  » ( تاج ) ، الذي طلق المدرسة الإخوانية ، و اتجه إلى نحو ممارسة السياسة بنظرة مغايرة ، و هو الذي كان من مقربي الشيخ / محفوظ نحناح ، فقد أصبح أمرا عاديا مثلا ترشيح  » تاج  » لعدد من النساء الغير المحجبات ، وهو ما كان في الماضي من  » المحظورات  » عند الإسلاميين .

و جاءت أكبر مفاجأة تتعلق بالموضوع هذه المرة من ولاية تيبازة ، أين تصدر داعية سلفي معروف القائمة الإنتخابية لحزب الكرامة ذي التوجهات العلمانية ، هذا المترشح كان إلى زمن قريب يدعو الناس في خطبه و مقالاته إلى عدم الإنشغال بالسياسة ، بل و يحرم الإنتماء إلى الأحزاب ، غير أنه انقلب على أعقابه ، و عدل عن أفكاره القديمة ، إلى درجة أصبح لا يرى مانعا في ترشح المرأة للإنتخابات ، بعد أن كان يرى أن مكانها الوحيد هو البيت و ليس البرلمان .

و يبقى المنطق الميكافيلي القائم على أن  » الغاية تبرر الوسيلة  » هو السائد في تفكير الأحزاب السياسية المتنافسة في معركة التشريعيات ، ما جعلها تكرس سلوكا جديدا في الممارسة السياسية ، يقوم بالأساس على تحقيق المكاسب ، متحررة بذلك من عقدة الإيديولوجية ، التي لازمت التيارات الإسلامية و العلمانية على السواء ، منذ عقود من الزمن …

فهد بوعريوة  

 

1 Comment

  • yoyo
    20 avril 2017 1:06

    je ne changerai pas le FIS pour tout et je ne voterai pont sans le retour de celui qui etait la vraie opposition au regime

Envoyer un commentaire

0Shares