
الإسلاميون يعزفون عن ترشيح عناصر الفيس
لم تغامر الأحزاب الإسلامية المشاركة في تشريعيات الرابع من مايو القادم بإقحام عناصر من الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة ضمن قوائم المرشحين ، بعد أن حاولت في المواعيد الإنتخابية السابقة » الإستنجاد » ببعض المناضلين أو المتعاطفين مع الفيس ، ممن ترى أنهم يتمتعون ب » شعبية » في الولايات التي ينحدرون منها .
و حسب قراءة أولية في القوائم المودعة من قبل أحزاب التيار الإسلامي في مختلف الولايات ، فإن غالبية المترشحين هم من مناضلي هذه الأحزاب ، أو مقربين من الحركة الإسلامية ، و لا علاقة لهم بالحزب المحظور .
و أفاد مصدر من داخل » الإتحاد من أجل النهضة و العدالة و البناء » ل » آخر أخبار الجزائر » أن » الأحزاب المشكلة لهذا التكتل لم تضع في حساباتها ترشيح إطارات و كوادر من الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة لعلمها المسبق بأن الإدارة ستقوم بإسقاط أي إسم على علاقة بالفيس » ، كما أضاف مصدرنا » بناء على التجارب السابقة فإن النتائج معلومة فلا داعي لتكرار نفس الأخطاء » ، و هي إشارة واضحة لما حدث لحركة النهضة في تشريعيات 2002 .
و يذكر أن الإدارة أسقطت عدة قوائم تقدمت بها حركة النهضة التي كان يرأسها آنذاك الدكتور » لحبيب آدمي » ، بداعي ضمها عناصر من الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة ، ما انعكس سلبا على حصيلة الحركة في تلك التشريعيات ، حيث لم تحصد سوى مقعد واحد .
و تقوم مصالح وزارة الداخلية و الجماعات المحلية في مختلف المناسبات الإنتخابية بمنع العناصر المحسوبة على الفيس المحل من الترشح ، استنادا لما أقره قانون الوئام المدني و ميثاق السلم و المصالحة الوطنية من منع أي شخص تسبب في المأساة الوطنية من ممارسة أي نشاط سياسي .
و من المتوقع جدا أن تدعو ما تعرف ب » القيادة التاريخية » للفيس المحل أنصارها إلى مقاطعة الإنتخابات التشريعية المقررة في الرابع من مايو القادم ، لكن في المقابل لا يستبعد أن يتبنى قياديون آخرون موقفا مغايرا ، مثلما حدث في التشريعيات السابقة حين دعا الشيخ » الهاشمي سحنوني » وهو أحد مؤسسي الفيس المحل ، إلى التصويت لصالح » جبهة التغيير » ، التي يرأسها وزير الصناعة الأسبق الدكتور » عبد المجيد مناصرة » .
و يذكر أن الجبهة الإسلامية للإنقاذ كانت من المشاركين في اجتماع المعارضة الذي اصطلح على تسميته ب » مازفران 1 » ، غير أن قاطعت الطبعة الثانية من هذا المؤتمر ، بحجة دعوة قادتها كشخصيات مستقلة بدل صفتهم الحزبية .
فهد بوعريوة