تحالف حركة مجتمع السلم ... في ميزان التشريعيات - DIA
18365
post-template-default,single,single-post,postid-18365,single-format-standard,qode-listing-1.0.1,qode-news-1.0,ajax_fade,page_not_loaded,,qode_grid_1400,footer_responsive_adv,hide_top_bar_on_mobile_header,qode-content-sidebar-responsive,transparent_content,qode-theme-ver-12.0.1,qode-theme-bridge,bridge,wpb-js-composer js-comp-ver-4.12.1,vc_responsive

تحالف حركة مجتمع السلم … في ميزان التشريعيات

حركة مجتمع السلم و إن كانت تمثل أكبر قوة سياسية ذات توجه إسلامي في الجزائر ، إلا أنها لم تنأى بنفسها عن لعب ورقة التحالفات خلال الإنتخابات النيابية المقررة إجراؤها في الرابع من مايو المقبل ، فلجأت إلى التحالف مع  » جبهة التغيير  » التي يرأسها الدكتور / عبد المجيد مناصرة أحد المنشقين عن حمس ، و دون شك فإن قرار عبد الرزاق مقري بإنهاء سنوات القطيعة و الجفاء مع غريمه مناصرة ، لا يهدف فحسب إلى وحدة الصف ، بل يعبر كذلك عن مخاوف حقيقية لدى حمس ، من أن تمنى ب  » نكسة  » انتخابية جديدة .

إن سعي حركة مجتمع السلم للحفاظ على ريادتها داخل التيار الإسلامي ، يطرح عدة تساؤلات وسط المراقبين حول قدرة التحالف المعلن بينها و بين  » جبهة التغيير  » ، على أن يشكل قوة انتخابية قادرة على المنافسة ، و فرض وجودها كرقم مهم في الخارطة السياسية المستقبلية ، و هي المعركة التي لا تبدو أنها سهلة بالنسبة لحركة مجتمع السلم ، خاصة في ظل وجود تكتل إسلامي آخر ( الإتحاد من أجل النهضة و العدالة و البناء ) ، يتوفر على وعاء إنتخابي لا يستهان به .

و من بين ما يمكن قراءته في تحالف حمس مع جبهة التغيير ، كون هذه الأخيرة حزبا سياسيا يمكن تصنيفه في خانة  » الأحزاب المجهرية  » ، إذ لم تتمكن جبهة مناصرة خلال التشريعيات الفارطة سوى من حصد ثلاثة مقاعد ، و حتى إذا ما تأملنا في قوة انتشارها داخل المجتمع نجد أنها ضعيفة ، ضف إلى ذلك أن بعض الكوادر المؤسسة لهذا الحزب ، فضلت الإنشقاق عنه ، لتلتحق ب  » حركة البناء الوطني  » ، التي يتزعمها  » مصطفى بلمهدي  » أحد أبرز ممثلي  » حركة الإخوان  » في الجزائر ، ما زاد من تهلهلها و انحسارها ، لذلك فجبهة التغيير بصورتها الحالية لا يمكنها أن تشكل إضافة قوية لحمس في معركتها الإنتخابية .

كما أن عملية إنتقاء فرسان تحالف حركة مجتمع السلم لمعركة الرابع من مايو القادم ، لم تمر بردا و سلاما على حركة عبد الرزاق مقري ، حيث ولدت موجة من الغضب الشديد وسط القواعد النضالية ، مثلما حدث في الجزائر العاصمة ، التي أعلن مناضلوها  » التمرد  » على قرار الحركة ، بعد وضع الدكتور / عبد المجيد مناصرة رئيس جبهة التغيير ، على رأس القائمة ، و إزاحة ياسر عرفات قانة الذي اختارته القاعدة ، و رغم مسارعة حمس إلى نفي ما يتردد في وسائل الإعلام حول وجود مثل هذه القلاقل ، إلا أنها ليست في مأمن من  » إنتخاب عقابي  » ، يصب بالدرجة الأولى في صالح غريمها الإتحاد من أجل النهضة و العدالة و البناء .

و من جملة التحديات التي تواجه هذا التكتل الإنتخابي ، الخط السياسي الذي انتهجته حمس في ظل رئاسة عبد الرزاق مقري ، الذي قام بقطع حبال الود بينها و بين السلطة ، و تخندق في صف جماعة مازافران ، هذا الإنتقال إلى صف المعارضة و بهذا الشكل ، وضع الحزب الإسلامي في موقع أغضب كثيرا بعض دوائر صنع القرار ، و إذا ما سلمنا بأن منطق  » الكوطة  » سيبقى سائدا خلال هذه التشريعيات ، فإن تحالف حركة مجتمع السلم مهدد بالتقهقر إلى مراتب أدنى ، و ربما سنكون أمام نتائج شبيهة بتلك التي أعلن عنها في تشريعيات 2002 ، حين تراجعت حمس إلى المرتبة الرابعة ، فيما احتلت حركة الإصلاح الوطني التي كان يرأسها آنذاك جاب الله المرتبة الثالثة .

و بالتالي فإن تحالف حركة مجتمع السلم في ظل المعطيات المشار إليها آنفا، لا يعدو أن يكون  » مراجعة  » قام بها فرقاء حركة الراحل الشيخ / محفوظ نحناح ، و محاولة جديدة للم الشمل و رص الصفوف ، أكثر مما هو قوة انتخابية بإمكانها إحداث المفاجأة ، و احتلال مراتب ريادية ، على ضوء نتائج انتخابات الرابع من مايو القادم .

فهد بوعريوة  

Envoyer un commentaire

0Shares